لماذا انهار منتخبا المغرب ومصر في نصف نهائي الأولمبياد؟


هذا السيناريو أرجعه مدربون ونقاد في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى “نقص الخبرات” بالمنتخبين وعدم الحفاظ على التقدم و”نقص التركيز” في الأمتار الأخيرة، بعدما اقتربا من تحقيق إنجاز التأهل إلى المباراة النهائية، بيد أن حلم “الذهب والفضة” تبدد، ليضمن العرب ميدالية برونزية تحسمها أقدام اللاعبين في تلك المباراة الحاسمة.

كيف خسرت مصر والمغرب؟

فقد المنتخب المغربي، فرصته في بلوغ نهائي منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، بعد خسارته بصعوبة بالغة أمام إسبانيا 1-2، فبعدما تقدما أسود الأطلس بهدف في الدقيقة 37 من ضربة جزاء نفذها بنجاح سفيان رحيمي، تراجع لاستقبال هدفين في الدقيقة 66، والدقيقة 85، نتيجة لسوء التنظيم الدفاعي.

على هذا المنوال، تلقى المنتخب المصري هزيمة أمام فرنسا بثلاثية مقابل هدف، إذ استبق بالتقدم في الدقيقة 62 عبر اللاعب محمود صابر، قبل أن يرد أصحاب الأرض بثلاثية لجون فيليب ماتيتا في الدقيقتين 83 و99، وميكايل أوليس في الدقيقة 108.

المنتخب المصري الذي افتتح مشواره في أولمبياد باريس بتعادل سلبي مخيب للآمال أمام الدومينيكان، سرعان ما أثبت جدارته لاحقا بالفوز على أوزبكستان بهدف دون مقابل، ثم كانت المفاجأة الكبرى بتخطي إسبانيا بهدفين لهدف، قبل اجتياز عقبة دور ربع النهائي أمام باراغواي بركلات الجزاء الترجيحية.

أما المغرب، فاستهل مشواره بالفوز على الأرجنتين بنتيجة 2-1، ثم تلقى هزيمة من أوكرانيا بذات النتيجة، قبل أن يضرب العراق بثلاثية نظيفة ليحصد 6 نقاط في صدارة المجموعة، ثم تجاوز الدور ربع النهائي بالفوز على الولايات المتحدة 4- 0. 

 أسباب الانهيار

ويرى المدير الفني لنادي الزمالك المصري سابقا، طارق يحيي، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن منتخبي مصر والمغرب قدما بطولة مميزة في باريس، ونالا إشادة العالم أجمع خلال مشوارهما حتى بلوغ نصف النهائي أمام فرنسا وإسبانيا.

وأرجع يحيي أسباب هزيمة المنتخبين العربيين إلى “تراجع المستوى البدني في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وكذلك فارق الخبرات مع اللاعبين الأوروبيين الذين لا يفقدون تركيزهم في تلك اللحظات الحاسمة، ويكون هناك حرص على مواصلة الأداء وتطبيق خطة المدرب حتى نهاية المباراة”.

وأضاف: “إسبانيا كانت أفضل على المستوى البدني والفني في المباراة الأخيرة رغم قدرات المنتخب المغربي المميزة الذي يضم أشرف حكيمي وسفيان رحيمي، ومجموعة من اللاعبين المميزين، لكن في المقابل فإسبانيا منتخب قوي ولديه لاعبون يتمتعون بخبرات كبيرة”.

أما بالنسبة لمصر، فيرى يحيي أن المنتخب المصري أدى بشكل أفضل حتى تلقى مرماه هدفا قبل 7 دقائق من نهاية الشوط الثاني “لفقدان التركيز والتنسيق الدفاعي”، لكن الضربة الأكبر كانت مع دخول الشوطين الإضافيين بطرد اللاعب عمر فايد، معتبرا أن هذه كانت لحظة حاسمة في تحول مصر بشكل كامل إلى الدفاع مع سيطرة كاملة لفرنسا على مجريات اللقاء.

ولعبت مصر بعشرة لاعبين إثر طرد مدافعها عمر فايد في الدقيقة 92، بعد تلقيه بطاقتين صفراويتين إثر اعتراض على الحكم، وتدخل عنيف على لاعب فرنسي.

وأضاف: “كنا أفضل حتى طرد فايد، وسيطرنا على الشوط الأول بشكل شبه كامل، وقدمنا أداء مميزا نال إشادة الجميع، لكن الأمور كانت صعبة في الشوطين الإضافيين”.

واتفق مع ذلك المدرب العام السابق لمنتخب مصر، والمدير الفني الحالي لمنتخب الناشئين، أسامة نبيه، قائلا إن “لاعبي مصر والمغرب قدموا مباريات كبيرة، لكن الخبرات حسمت نتيجة اللقاءات”.

وانتقد نبيه في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، عدم جاهزية بعض اللاعبين المصريين “الذهنية”، مضيفا: “لا زالنا تنقصنا بعض الخبرات خاصة الإحساس بعدم الثقة في الأمتار الأخيرة أننا نستطيع تحقيق الفوز على المنتخبات الكبرى، والدليل على ذلك اللاعب عمر فايد رغم تقديمه بطولة رائعة لكنه تصرف بشكل غير مناسب في لحظة انفعال، وبالتالي هذا هو فارق الخبرات والمستويات”.

من يحصد “البرونزية”؟

وسيتقابل المنتخبان المغربي والمصري، الخميس، لتحديد الفائز بالبرونزية.

ووصف المدرب العام السابق لمنتخب مصر، تلك المباراة بأنها “الأصعب لكلا المنتخبين” خلال مشوارهما في البطولة؛ نظرا لتقارب المستويات بينهما.

لكن نبيه يخشى على المنتخب المصري من “انهيار الحالة المعنوية” بفقدان حلم الحصول على الميدالية الذهبية أو الفضية، فضلا عن بعض الغيابات التي ستكون مؤثرة.

ويغيب المدافع المصري عمر فايد أمام المغرب، للإيقاف بسبب حصوله على بطاقة حمراء، بينما يستعيد المنتخب المغربي خدمات لاعبه بلال الخنوس، الذي تعرض للإيقاف أمام إسبانيا، لحصوله على بطاقتين صفراوين.

بينما قال المدرب طارق يحيى إن “الميدالية البرونزية ستكون تتويج بالنسبة لمسار المنتخبين المصري والمغربي على حد سواء”.

وأضاف: “المباراة صعبة على مصر والمغرب، وسيفوز بهذه الميدالية المنتخب الأكثر تركيزا وتوفيقا”.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى